الثلاثاء، ٦ فبراير ٢٠٠٧

وجوه لذاكرة رجل واحد

كثر تلك الوجوه التى غابت ثم استحضرتها حين الحاجة ، مثلا أتذكر دائما وجه (داليا) البرئ ذى الست سنوات المشرق ،أو أكون كاذبا لو قلت أنى أتذكر ملامحه جيدا ، فقط يخطر على بالى اشراقته و امتداده كهالة من نور فى ثنايا جسد رقيق ، كنت و أنا ذو ست سنوات أيضا أنظر له فأتوه بين الحلم و اليقظة ، و حتى لحظتى هذه لا استطيع أن أجزم أنى قد رأيت هذا الوجه فعلا أم أنى قد تخيلت وجوده ، كان الوجه الغائب الحاضر يجسد نزق الطفولة ،و ولعى الساذج بالجمال ، أما وجه ( رانيا ) فقد كان تقدما فى فهم طبائع الأشياء و بساطتها ، وجه ناضج نضر ، غير جميل لكنه ساحر ببسمة فرحة ، تمطر ألفة و طلاوة ، وجه يكبرنى بعشر سنوات كاملة ، كنت أراها كثيرا لدينا فى البيت أو فى منزلهم و فى رحلات المصيف حين تسافر عائلتانا سويا ، فأظل أراها لمدة أسبوع كامل ، أتلذذ بسماع حديثها و رنين ضحكتها كنت كفتى فى سن المراهقة أنجرف فى تجاربى سريعا و أعود منها أسرع و أنا مثقلا بالذنب و اللوم ، فأتذكر أنى لم أغفر لنفسى حينما وجدتها تعيد علىّ طيف وجهها مرات عديدة و أنامتعب و مهموم
كان عبثا صبيانيا بلا شك ، لكن ولعى هذا بالوجوه لم ينته ، لقد شغفت بعدها بوجه ( أمانى ) زميلتى فى الجامعة ، كان شغفا شفيفا مخنوقا ، ألم أطرافه اناء الليل و أنتشى بلوعته أطراف النهار ، كان يوجعنى تذكر مواقفى السخيفة معها ، صمت و ردود مبهمة ،اعتذارات كثيرة ، لكنى لم أفلت من قيد هذا الوجه أبدا ، ابيض مدور ، عينان نجلاوتان ، فم رشيق و صوت يغير شكل الحلم ، كانت الأيام قد دارت دورتها و بدأت أفهم تلك الأشياء المادية من فم و أنف و جسد، صار الوجه المحبوب يتغير ، لكنه دائما له نفس البريق ، حتى (آيه ) ذلك الوجه الذى أرخت عليه أول قبلة و أول لمسة عابرة ، كان أيضا وجها مستقرا فى الذاكرة ، مكتنز ومجمل بأدوات الزينة فى افتعال و ارتباك ، كان وجها مغامرا جديدا فلائمتنى استداراته و انحناءاته و استجابته الخاطفة لنزواتى
كان لابد من دلكاتيك محدد يحكم العلاقة بين تلك الأوجه المختلفة ، ربماهو شغف جمالى بحت ، أو هو صدى لذاكرة مرهقة ألوذ أليها وقت الحزن ، ربما أتخيل وجوها أخرى سأراها أو لن أراها ، لكنى لا أذكر متى تحديدا بدأت فى تأريخ حياتى بالوجوه ، فالوجوه لم تعد مترابطة معا ، وجه ( رانيا يطرد وجه ( داليا) و وجه ( آيه ) يزيح وجه ( أمانى ) ، صراع داخلى يتشابك أجمع تناقضاته مع وحدتى ليلا ، لأتذكر أوجه العابرين و الماكثين ، فصرت أتلذذ بترصد أوجه القادمين ، و انتظر ذاكرة جديدة لتتخلق

19 تعليقات:

في ٦ فبراير ٢٠٠٧ في ٤:٣٢ م , Blogger بياترتس يقول...

ياااااااه اول واحده أعلق عندك ولأول مره
انفراد مش كده
كل كتباتك بتدل على انك بتحب القرايه اوى
الحياه نفسها وجه بس وجه ملامحه اكبر من انها تتجسد فىصورة بنت او ولد
حتى حياتنا الخاصه بتيجى فى النهايه وبتتجسد فى صورة وجه يااما مبتسم يااما حزين
اسلوبك حلو

 
في ٦ فبراير ٢٠٠٧ في ٨:٤٧ م , Blogger عين ضيقة يقول...

والله انا برضه ما بحفظش الملامح قوى
بس الوجوه اللى انت بتحكى عنها دى مش محتاجه ذاكرة كمان اصلهم مش كتير
عقبال يارب مايبقى فيه وجه واحد محفور وما يتنساش
حلوة وحلو أسلوبك كالعادة
بالتوفيق

 
في ٦ فبراير ٢٠٠٧ في ١١:٢٥ م , Blogger 21arestoo يقول...

وانا اللي كنت فاكرك مؤدِبة
!!!!!!!!!
ههههههههههههههههههه

 
في ٧ فبراير ٢٠٠٧ في ٢:٣١ ص , Blogger غادة الكاميليا يقول...

أتمنى نسيان الأوجه التى تتعبنى
.............
تعليق تانى بقى
كنت داخله أقول اللي أرسطوا سابقنى فيه هههههههههههههههههه

 
في ٧ فبراير ٢٠٠٧ في ٤:١٧ ص , Blogger توهة يقول...

وما الإنسان الا جزيره كبيره تقبع -أحيانا - فى اغوار بحر الوحده فترسو و تذهب عنه سفن ذكريات تائهة



وتعيش وتفتكر



تحياتى

 
في ٧ فبراير ٢٠٠٧ في ٦:٢٠ م , Blogger LAMIA MAHMOUD يقول...

وجه يطاردني واهرب منه .. وجه بعد فترة نسيت تفاصيله ولكن اتمسك بابتسامته .. وجه الان اجهد نفسي لاتذكر ابتسامته

اسلوبك روعة .. بجد روعة

 
في ٧ فبراير ٢٠٠٧ في ٧:٢٦ م , Blogger شغف يقول...

هيييييييه
عارفة أعلق أخيييييييرااااااا

بس كل اللي هاقوله اني ممتنة جداااا للبلوج سفير و حاسة ان فيه شعور جديد بدخولك لعالم البلوجرز

ما تعرفش طريق بدير هوه كمان تستدرجه ؟

 
في ٧ فبراير ٢٠٠٧ في ٧:٢٩ م , Blogger شغف يقول...

بالنسبة بقى لكتاباتك يا باشا
فأنا هاتفق مع رأي سيزيف في رده عليك في البوست اللي فات
و أقول ان فيه حاجاات مستخبية كتير مستواها عالي جداا على الرغم من انها قديمة نسبيااا


سر صغير : كنت قريت أعمال ليك لما كنا بنعمل الكتاب اللي من كام سنة ده و كان فيه قصايد نثر تجنن ، و أفتكر كويس ان و لا واحدة منهم عرضتهم حتى في النادي

الحاجات دي فين؟

 
في ٨ فبراير ٢٠٠٧ في ١:٣٦ ص , Blogger كائن العزلة الكئيب يقول...

بياتريس:
أكيد هو أنفراد
مبسوط أن الاحساس ده وصل الحياة فعلا وجه من الوجوه أوالوجوه هى حياةبطريقة أو أخرى
عين ضيقة :
شكرا بس الوجوه دى متخصنيش دى تخص الراوى اللى يمكن فيه حاجة أواتنين منى
غادة و أرسطو :
أحيلكم إلى تعليقى على عين
توهة :
شكرا
لميا محمود :
شكرا جدا على الاطراء و الكلمة الجميلة الى فى أولالتعليق
شغف :
أخيرا يا شيخة نورتى البلوج
أنا مش فاكر القصايد اللى بتقولى عليها بس أنادلوقت بقلب فى دفاترى القديمة و يارب ميكونش أفلاس على فكرة النص ده من القديم برده

 
في ٨ فبراير ٢٠٠٧ في ٤:٣٧ ص , Blogger توهة يقول...

كلمة شكرا استفزتنى جدا لدرجه خلتنى اقولك

العفو

 
في ٩ فبراير ٢٠٠٧ في ٤:٣٢ م , Blogger tota يقول...

كائن العزلة

اتعلم ان السنين عندما تمر على الوجوه لا نتذكر الملامح كما قلت لكن نصارع انفسنا فى محاولة لاعادة الصورة كما كانت دون وضع رتوش الزمن عليها وان عدت سنين يظل صورة الشخص وجه طفولى
تتراص الوجوه وتتشابك لتشكل سلسلة لا يطرد اى منها الاخر من الذاكرة كما تظن بل يبقى كل وجه يمسك الوجه الاخر مشكلا طوق للذاكرة لا يمكن ان تنساه
فالطوق حول رقبة الذاكرة لا ينخلع قد يتسع مع اضافة وجوه جديدة ولا يسقط الا بسقوط الذاكرة

تحياتى

 
في ٩ فبراير ٢٠٠٧ في ٧:٢٩ م , Blogger كائن العزلة الكئيب يقول...

توهة :
توهتينى هى كلمة شكرا بتستفز ؟
طب شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا شكرا ..............إلخ
توتا:
كان الحال سيكون كماذكرتى لوكانت مجرد وجوه تختزنهاالذاكرة لكنها تاريخ لذاكرة مرهقة يحاولكلمنهاأن يصبح الحقبة الأهم فى ذاكرة لا تعترف بالديمقراطية بل تتوق إلى ملك عضود يقوض تعبها القديم فى إختزال ديكتاتورى لصورة وجه واحد سعيد

 
في ١٠ فبراير ٢٠٠٧ في ٢:٥٥ م , Blogger الوردة السوداء يقول...

انا استمتعت جداونا بقرأ
ومبتحصلش كتير على فكرة
والفكرة حلوةاوى

بس انا اتخدعت فيك
طلعت مش سهل خالص
آل عزلة آل

 
في ١١ فبراير ٢٠٠٧ في ٧:٤٤ م , Blogger كرانيش يقول...

اتاريك كنت مقطع السمكه وديلها
ولا ده عشان انت عرايشى
؟؟؟
امانى رانيا داليا ايه
امال انت خليت مين يابنى ده انت كده خلصتهم
لو ده كلام الراوى بجد
ارجوك
توصله كلامى

 
في ١٤ فبراير ٢٠٠٧ في ٨:٠٩ م , Blogger كائن العزلة الكئيب يقول...

الوردة السودة :
شكرا جدا على استمتاعك بالقصيدة بس ده مبيحصلش فين عندى و لا عند التانيين
يا جماعة أنا كتبت نص أدبى مش صفحةمن مذكراتى يا ريت نعرف الفرق ثم شكل العلاقات اللى بيحكيها النص تؤكد بشكل أو آخر على عزلة الراوى
كرانيش:
كلامك هيوصله بس هو مش بالضرورة يبقى عرايشى أو حتى يعرفنى شكرا

 
في ٢٥ فبراير ٢٠٠٧ في ٢:٠٨ م , Blogger قلب يحترق يقول...

القصة رائعه

وتبدل الوجوه الجميلة او ذات التأثير الجميل علي الحياة ان دل علي شئ فانه يدل علي جمال وتبدل المواقف او الفترات الزمنية التي يحياها الانسان

ان كان هذا وصف للحياة فانني اغبط هذا الشخص الذي يتمتع بحياة رائعه كتلك تتبدل ما بين الجميل والاجمل

النهاية جائت اكثر روعة فهي انتظار للمجهول ولكن هناك تفاؤل بهذا المجهول فلم يمر وجه الا وكان له تأثير حسن

 
في ٢٧ فبراير ٢٠٠٧ في ١٢:٣٤ ص , Blogger كائن العزلة الكئيب يقول...

أهو حبة تفاؤل عشان محدش يزهق
أشكرك على اهتمامك بالتعليق على كل بوست

 
في ١٤ مارس ٢٠٠٧ في ١٢:٥٤ ص , Blogger هوميروس يقول...

تطل الوجوه المحببح في هالات نورانيه كهالات القديسين
يكاد يرسم الوجه في ذاكرتي ملمح واحد فم صغير مبتسم عين نقيه او صوت بعيد حاني
بينما تطل وجوه اخري في بقع مظلمه تحاول ان تتجاهلها فتجذبك رغماعنك اليها لتطوف علي ملامحها القميئة مرة اخري

 
في ٢٤ مارس ٢٠٠٧ في ١١:٠٣ ص , Anonymous غير معرف يقول...

ya 7alawtak ya gamalak...we anta betekteb keda tebos tela2i wagh 2omak men wara dahrak.....men koooool dol ya menaiel 3ala 3enak....???? we tela2i agda3ha 2alm nazel 3ala waghak...we te2aleflena qasedet ...wagh el_7elo 3alamat we 3ebr...

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية