الاثنين، ٢٦ أكتوبر ٢٠٠٩

الوشم

الآن
في الساعة الثالثة من القرن العشرين
حيث لا شيء
يفصل جثثَ الموتى عن أحذيةِ الماره
سوى الاسفلت
سأتكئ في عرضِ الشارع كشيوخ البدو
ولن أنهض حتى تجمع كل قضبان السجون وإضبارات المشبوهين في العالم
وتوضع أمامي لألوكها كالجمل على قارعة الطريق..
حتى تفرَّ كلُّ هراواتِ الشرطة والمتظاهرين من قبضات أصحابها
وتعود أغصاناً مزهرة (مرةً أخرى) في غاباتها
أضحك في الظلام
أبكي في الظلام
أكتبُ في الظلام
حتى لم أعدْ أميّز قلمي من أصابعي
كلما قُرعَ بابٌ أو تحرَّكتْ ستاره سترتُ أوراقي بيدي كبغيٍّ ساعةَ المداهمه
من أورثني هذا الهلع هذا الدم المذعور كالفهد الجبليّ
ما ان أرى ورقةً رسميةً على عتبه أو قبعةً من فرجة باب
حتى تصطكّ عظامي ودموعي ببعضها
ويفرّ دمي مذعوراً في كل اتجاه
كأن مفرزةً أبديةً من شرطة السلالات تطارده من شريان إلى شريان
آه يا حبيبتي
عبثاً أستردُّ شجاعتي وبأسي
المأساة ليست هنا
في السوط أو المكتب أو صفارات الإنذار
إنها هناك في المهد.. في الرَّحم
فأنا قطعاً
ما كنت مربوطاً إلى رحمي بحبل سرّه
بل بحبل مشنقة.
محمد الماغوط

الاثنين، ١٧ نوفمبر ٢٠٠٨

شرخ فى جدار العزلة

انشاء الله خطوبتى تالت يوم العيد الأضحى
الدعوة عامة

الخميس، ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٧

العزلة

قال لي صحافي محب للبشر بأن العزلة مضرة للإنسان، وليدعم أطروحته، أخذ يستشهد، كما يفعل جميع السذّج، بأقوال آباء الكنيسة.أعلمُ أن الشيطان يتردد بكل سرور على الأماكن الموحشة وأن روح الغدر والإثم تلتهب بإبداع في العزلة. لكن من المحتمل أن هذه العزلة لن تكون خطرة إلا للنفس الباطلة والتائهة التي تغمرها أهواؤها وأوهامُها.من المؤكد أن ثرثاراً لذته العليا هي أن يخطب من منصه عالية أو منبر، يعرض نفسه للجنون في جزيرة روبنسون. لا أطالب هذا الصحافي بأن تكون له شجاعة كروزو، لكنني أطلب منه أن لا يصدر حكماً على عشاق العزلة والغموض.يوجد في أجناسنا المجعجعة أفراد يقبلون المقصلة بقليل من النفور لو سمح لهم أن يخطبوا في الجماهير من أعلى صقالة الإعدام غير خائفين أن خطبتهم ستقطعها في وقت غير مناسب طبول الجلاد.لا آسفُ عليهم لأني أدرك أن خطاباتهم تأتيهم بلذاتٍ تساوي ما يجتنيه الآخرون من الصمت والخشوع؛ لكنني أحتقرهم. أودُّ بالأخص أن يتركني هذا الصحافي اللعين ألهو على طريقتي. "ألا تحس مرة"، قال لي مدندناً بنبرة رسولية، "بالحاجة إلى مشاطرة الآخرين ملذاتك؟" انظروا إلى هذا الحسود الخفي. إنه يعلم إني أمقت ملذاته وها هو يتدخل في ملذّاتي! ياله من منكود ذميم.قال لابرويير في مكان ما: " شقاء كبير هذه اللاقدرة على الوحدة"، وكأنه يندد بكل أولئك الذين يتسرعون لينسوا أنفسهم في الحشد خائفين، بلا شك، من عجزهم عن تحمل أنفسهم
.
"سوداوية باريس" شارل بودلير 1867 م ، Le Spleen de Paris " Charles Baudelaire" . ترجمة عبدالقادر الجنابي" الأفعى بلا رأس ولا ذيل... انطولوجيا قصيدة النثر الفرنسية يليها نماذج عالمية وبيانات فيها " - دار النهار – بيروت 2002 م
خاص بالمسيرة الإلكتروني
الشكر لمدونة شمس الليل لنهى حمال التى جعلتنى أعثر على هذا النص كصدفة جميلة
الشكر لصوت جوليا بطرس الشجى فى أغنية وين مسافر الذى جعل من هذه الصدفة أحتفال آخر كئيب و تحية شاحبة-كتلك التى نخص بها أحبائنا الذين ألفناهم - إلى عزلتى التى احتضنت عقلى البسيط المضطرب و جسدى الخالى من بهجة (أتسأل كثيرا كيف تكون بسمتى كيف أبدو حين أهتم فجأة بشئ تافه و أصر عليه )ز
الشكر لبودلير الذى جعلنى أكثر تحررا و قربا من نفسى فتبدو جزيرتى مكان جيد للعيش بعيدا عن ضوضاء الخارج المرهق ( فتاة تعتذر لى عن قطع عزلتى لترى شئ ما أخفته على جهاز الكمبيوتر لدى ،صديق ما يطلب منى الرحيل لأنا تأخرنا بالخارج -أى خارج -)ز

الاثنين، ٣٠ أبريل ٢٠٠٧

العبور إلى حكاية ما

لأن الأمور لن تسؤ أكثر
أتفق مع أقرب كتاب ليده على المسامرة
كانت الحكاية عنى .............ز
بالتأكيد بدوت له كأحمق و انا أفتش بين كتبى عن سرير كى أنام
أو حين أفكر أخر الليل فى تعقد العالم
حين اجرب بدائل لى فى الشارع / فى البيت
أو حين أبدد يقظتى فى الحلم
أو حتى حين اصطدم مندهشا فى الصباح بوجهى
ربما حاول أن يقرب المسافة بيننا بتعجل القرأة
فتوقع لقائى فى نهاية الصفحات
أنا الذى .........ز
فى المسافة بين الكتابة و العيش انتظرُ
ما لن يجئ أبداً

السبت، ٢٨ أبريل ٢٠٠٧

دخان المسافة

كان الأمر يجرى بيننا هكذا
هو يسرق سجائرى منى
و انا أسرق منه كتبه
يخفف من زياراته الليلية لى
فأنتظر بورخيس و كفافى على العشاء
و حينما انتهيت ككلمة قلقة فى كتاب
نظرت له لأرى ماذا يبقى منه...................................ز
فأبصرت وجها لاهيا منسجما مع دخان سيجارته

الخميس، ٥ أبريل ٢٠٠٧

ذاكرة لصوت كان و لم يكن

أضبط ذاكرتى على وجهك
أتوه فى زحام التفاصيل للصورة الباهتة
فأتحسس صوتك فى عتمة ما يأتى
كقوقعة تحمل معها صوت البحر أينما ذهبت

الأحد، ١ أبريل ٢٠٠٧

طقس ما بعد الحكاية .........حكاية لابد منها

تعرفون حكاية الغريق المدعى ،الذى حين يحتاج لمن ينقذه حقيقة لا يجد من يسمعه
كثيرا ما أفكر فى الأمر بالعكس ماذا لو كان هو يغرق فعلا و الآخرون هم الذين يدعون
رغبتهم فى إنقاذه ، بالتأكيد بتكرار المأساة سيرفض أى محاولة جادة لإنقاذه ...... 1

فهذا الذى يوشك على الغرق

يفضل الموت الأكيد

على المخاطرة بجرح جديد بالقلب