الجمعة، ٣٠ مارس ٢٠٠٧

خمس أشياء 5

الحكاية الخامسة : انتصار صغير .....أخير
لو سئلت يوما سؤال سخيف مثل كيف تتخيل نفسك فى المستقبل أو كيف لحياتك أن تكون سأجب على الفور كحياة هومر سيمبسون بطل المسلسل الكرتونى الشهير أحد أجمل الشخصيات الخيالية التى أعشقها كثيرا ( كبات مان و بطوط و أخرين ) يحمل هومر سيمبسون صورة مضادة لمعظم الأبطال الخيالين (فكرت كثيرا فى أن أكتب عنه مقال بعنوان البطل الأمريكى الضد و هو مشروع للكتابة أستمر فى تعليقه على الآتى كمشاريع سخيفة أخرى كثيرة ) فهو من الناحية الشكلية لا يحمل مواصفات البطل كما نعرفه ، فله قوام متهدل و رأس بلا شعرتقريبا ،يعشق الكسل و الراحة غير مسئول تماما بالرغم من وظيفته كمراقب أمان فى مفاعل نووى بمدينته الغريبة سبرينج فيلد و يقضى معظم أوقاته فى حانة المدينة مع أصدقائه الذين هم على شاكلته بالطبع كما يتميز بقدر كبيرمن الشره للأكل و غباء من النوع الظريف ،
ربما هنا يتسأل البعض عن سر هواى بمثل هذه الشخصية بكل ما لها من نقائص لكن ( ومن يشاهد هذا المسلسل بالتأكيد سيفهم ) كون هذه الشخصية كارتونية يعطيها نوع من التحرر من التقاليد البطولية المعروفة ، كما أنى لست وحيدا فى حب هذا الخاسر فالمسلسل يعرض بنجاح من سنوات طويلة قد تصل لأكثرمن عشرين سنة فى جميع أنحاء العالم ( عرض فى مصر بدوبلاج سئ للأصوات فى رمضان قبل الماضى على ما أذكر وقام بأداء صوت هومر محمد هنيدى ) ما أريد تسجيله هنا ليس هرب من الواقع بل احساس بخلل ما فى هذا الواقع فأحاول تخيل نفسى كهومر و أفكر كيف كان يمكن أن يتصرف فى هذا الموقف أو ذاك ، هكذا حتى ينتهى بى الأمر بالنظر إلى الحياة كمسلسل كارتونى ردئ ، لا يمكن لمن هو فى بساطة هومر أن يمثل به

السبت، ١٧ مارس ٢٠٠٧

خمس أشياء 4

الحكاية الرابعة : لماذا العزلة ؟
فى ساعة متأخرة من الليل صحى و فكر ، أن فضاء العزلة الامتناهى حوله يمكن الهرب منه بمحاولات القراءة ، أشعل
أخر سيجارة و فكر فى الاحتمالات المتعددة لتحقيق ذلك ، فهو لا يحتاج لحركة كثيرة فقط يمد يده ليلتقط كتاب من الكتب المتناثرة على سريره ،و قد يضطر لخلخلة الوحدة بالنزول إلى المقهى و القراءة هناك ، لكن عادة ما يأتى ذلك بتأثير عكسى حين يصطدم بالليل البارد بالخارج ، ليل يحيل إلى داخله بفجاجة ، هناك حلول أخرى مطروحة بالتأكيد ، أن يبقى هكذا ممدا و يمارس عادته فى التأمل فى فضاء الغرفة الضيق ، أو أن ينتظر شخص ما يأتى فى مثل هذا الوقت بمفاجأة ما ، أو أن يفكر فى الصباح و تأثير الزحام الزاعق ، وضع السيجارة فى المطفأة القريبة دون أن يطفئها ، لكى يستفيد بالدخان المتبقى ، أو ربما ليسرح مع أشكال الدخان الصاعدة بتأثير الهواء الذى يخترق الشيش و الزجاج
لكن لماذا يكون فضاء العزلة من حوله مشكلة ، إذا كان فى الأصل فضاءا اختياريا ، بل هو فضاء مصنوع بدقة و مهارة ، غزله هو بصبر و متعة ، ليصير فى النهاية كونا ضاغطا يخنقه ، فيصحى و يفكر فى كيفية الهرب منه
آمن فى النهاية أنه لا يمكن إحالة كل شئ إلى الكتابة ، و أنه من الصعب أن تحل الكتابة محل الطرائق العادية للحياة ، فلا يمكن مثلا أن يفكر فى الفتاة التى يود ان يقيم معها علاقة على أنها موضوع قصة جديد سيكتب ، ليس الأمر أنه يستقى ما يكتب من الفضاء اللا متناهى من حوله ( ربما لهذا اختار فضاء العزلة ) لكنه يتصور أنه يعيش بين صفحات كتاب أو رواية و يقرر أحيانا ما الذى يجب أن يكتب و ما الذى يجب أن يقرأ ، فقد أخذ قرار بأن يقيم علاقة مع تلك الفتاة ككاتب يحدد الشكل الخام لمادته و يصمم تكنيك معين للكتابة ، كما فكر أن مأساته أعمق من ذلك ، فكل زملائه الآخرون هم كتاب بالضرورة و عندما يسألهم المشورة فى أمر حياتى عادى ( كأمر الفتاة ) يبدأون فى كتابة روايتهم الخاصة و يسجلون له رؤى و نظريات و جمل سردية تصلح للقص لا للعيش ، كأنما الكتابة ( التى هى شكل لفضاء العزلة اللامتناهى من حوله ) صارت محبسا خارقا لطبيعته ، أو هو قد صار مجرد كلمة فى كتاب كبير ، شخصية ( ربما هامشية ) فى عمل روائى عظيم لم يتم ، هكذا فكر و لعن يومه و استيقاظه فى ساعة متأخرة و الكتب من حوله

الأحد، ٤ مارس ٢٠٠٧

خمس أشياء 3

الحكاية الثالثة : اقتلوا الكائن
يعنى لو فيه حد مبيصليش و مش مقتنع أصلا نقتله
رد الشيخ
لأ قاطعوه بس.......... القتل ده سبوه للى مسئول عنه
حتى لو كان هو مصمم على كده
.!!!!!...........................
جال فى خاطرى الكثير من المواقف و الانفعالات لكنى شعرت بحرية أكبر دون أصدقاء أو التزام نحو الاخرين ( هم الذين اختارو بسؤالهم عن حالى للشيخ ) لكن لم تكن تلك المحادثة بداية الأمر بل ربما بدأ منذ زجر أهلى لى للصلاة فأقوم و اتصنع حركات الصلاة و أنا أشعر أنى أسجد لهم و ليس لله ، شعور مقيت بالطبع فأنا أحب أن أحب الله من داخلى لا كما يأمرونى كنت صغيرا و لم أفهم انهم يريدون مصلحتى و ما شابه ، بعدها عندما نضجت قليلا كان أبى يمنع كتب معينة عنى ( مصطفى محمود مثلا ) بحجة
مخك مش هيستحمل الكلام ده
و قد حدث و أنطلقت فى رحلة شك مرهقة لروحى كنت أؤمن فيها فقط بعقلى و بخالق واحد بلا دين أو قيود و حدود لهذا الايمان ، افرزت تلك الرحلة كآبة كبيرة و مسافة هائلة عن البشر و نصوص حائرة كثيرة وحقيقة واحدة أن الحكم عليك يتم بسهولة مادمت تصر على صدم الناس فيما يعيشون معه بيقين
حتى الآن لا تفارق خيالى صورة أصدقائى و هم يستدرجون الشيخ لإصدار حكم بأعدامى بعد أن كانت حكاية عدم ايمانى مجرد نكته يتفكهون بها علىّ
يا زنديق
لكن عندما لاحظو أن الأمر تجاوز الدعابة راحو يطالبون برأسى
الآن راجعت نفسى كثيرا و تراجعت عن تطرفى الفكرى ( لا أعرف لما اسميه كذلك ) لكن بقى كرهى لكل من يصدر علىّ حكم نهائى كأنه يملك الحقيقة الكاملة كما أنى أدركت أن الدين لا يقاس بالمنطق أ و العقل لكنها أمور يقينية بالروح ، ربما مازلت غير ملتزم و أحمل خوفا لا مبرر من المتدينين ، فقط سأظل ذلك العبيط الذى تخيل مرة أن الكون قد يتسع صدره لفكرة مخالفة