الاثنين، ٢٩ يناير ٢٠٠٧

لحظات فاصلة فى تاريخ العزلة

1
يولد الحب فى لحظة كهذه
احتياجك الحاد لأخر يسمع أى فكرة طارئة برأسك ، ذهابك للمقهى بوقت متأخر ، فتسأل المارة عن أشياء وهمية ، تتظاهر بالرغبة قى شراء أشياء لا قيمة لها ، تجادل الزبائن حول نتيجة مباريات البارحة ،و عند حنينك للنوم تشعر أن بداخلك عطش لم يرو ، فتنام و بقية منك تبحث فى الواقع عن وهم ، والجزء الأكبر منك يمارس الحلم بوعى للتشبث بالحياة ،وبين إغفاءة و إفاقة تتكرر الصباحات المملة ، فتعتاد رؤية الناس حلول مطروحة كبدائل للعبة توازنك بين العيش و الكتابة
حينها يولد الحب من لحظة كهذه
*******
2
حينما غادروك لم تكن وحدك تماما
بإيقاع هادئ و رغبة محمومة فى البحث ، تفحصت الغرباء من حولك ، أيهم يشبهك ؟ من منهم يشاركك فضاء خلقته قديما ؟
و حينما أنهكك اللعب على إيقاع الخارج ، ادركت مدى وحشة داخلك ، عمق المأساة الذى يبتلعك ، أشياء كالبومة العمياء وصوت فرانك سيناترا تشاركك الوقت لكن لن تجد لديك ما يكفى لإتمام العلاقة بالعالم ( أحاديث التفاهة ، اهتمامات بالحياة و المستقبل ، البحث عن زوجة و وظيفة ، أخبار البارحة و تصورات عن الآتى ) أنت فقط و تاريخ للقيظ و عطش لا يروى لأخر لا تفهمه لكنك تراه بكثافة ، و عند هذه اللحظة بالذات تدرك أنك لا تبحث عمن يشبهك
أنت فقط تنظر لتفهم أيهم هو أنت
*******
(قد يتبع.......)

الخميس، ٢٥ يناير ٢٠٠٧

نصوص لم تكتب بعد 3

تخيلوا معى نص قيد الإنشاء ،كل حرف جديد منه يعد بإمكانيات لا نهائية ، أنه نص معلق فى الفضاء ، يملك كل الإحتمالات ، لا إتجاه محدد أو لون مفروض مسبقا ، كل شئ ينبئ بأنه قد يكون هكذا أو كذلك ، نص حين ننظر له نتصور أننا نفهم ما قد يؤول إليه ، وعندما ندير ظهورنا يخرج لنا لسانه سعيدا بالحرية التى يمتلكها ، نص كهذا لن يتمنى أن ينتهى لو علم مسبقا بمدى محدودية التعليقات التى سينالها عند القراءة

الجمعة، ١٩ يناير ٢٠٠٧

نصوص لم تكتب بعد 2

تخيلوا معى نص ردئ ، رائحته الرديئة تجذب القراء حوله كالذباب ، بالتأكيد قياسا على هذا التشبيه ، لن يعد النص سوى تجسيد آخر لمدى العفن الذى يرقد داخلنا ،أو هو ربما كتابة عن المصير الذى ستؤول له كل الكتابات الأخرى فى النهاية حين يصيبها الموت -بإغتيال البراءة ، الصدق ، الجراءة .......الخ - فتتأكل لتصيرنص واحد ردئ طويل نتحول معه بدورنا - كتأكيد على علاقة النص بالمتلقى - إلى قراء طفيليين ،نضع اعجابنا/ بويضاتنا بين السطور لتستمر الحياة فقط لا أكثر، بشكل لا يمكن نقده لأنه غريزى ، إلا أنه يساهم بصورة أو أخرى فى زيادة التعفن

الأحد، ٧ يناير ٢٠٠٧

1 نصوص لم تكتب بعد

تخيلوا معى نص جاد يشى يفهم عميق للروح، نص ما يلمس منطقة جد عميقة يتسع معها الحكى لمجرات ومخلوقات لم تكتشف بعد؛ نص مرعب يحوى كل ما قد قيل وما لم يكتب بعد مايمكن و ما نحلم بأمكانيته، نضع فيه ببساطة كل ما نريد ممارسته دون مراعاة لسياق سيختل أو لخوف قد يولد، هكذا تسبح بنا الكلمات بلا هاجس أو يأس
الرعب الأكبر لن يأتى من قيود قد تمنع تدفق الحقيقة بل من وجود النص نفسه
إذ أن نص كهذا قد يشكل أزمة ما إذ يضع أمامنا مرآة نكتشف فيها أننا كالأحرين نبكى ...نخطئ... نمارس السذاجة وحين نلتقى ندعى أننا نجهل القرأة

الأربعاء، ٣ يناير ٢٠٠٧

نظرية البحر (ثلاث قصائد للبحر

1
أشياء البحر
خيانة
لا أثق فى الأشياء أبدا
لا البحر .... لا الشاطئ
لا اتدثر إلا بالوهم و الكتابة
أيها البحر أيها الشاطئ
قد يدهمكما مطر واحد
لقاء
كغرقى يدهمنا المطر
و البحر صامد
كمركب حطمه الشاطئ
حبيبتي
لماذا دوما نلتقى أشلاء
نهاية
جئتكم كعاصفة أو بحر
و حتما سنلتقى
كالأزواج المبعثرة من الأحذية القديمة
دائما تنتهى معا بركن مهمل من البيت
تضحية
لماذا يتصارع الموج للموت
فليس ثمة شي على الشاطئ
سوى غريب لاهث
يخشى أن تلمس قدمه الماء
خوف
تحدث خيانات عدة على الشاطئ
المظلات تخون الشمس
الظل يخون الجالسين
و أنا أقيم ببيت بلا نوافذ
لا أريد أن يخوننى أحد
ثقة
أثق فى محبى فيروز
فى منتظرى خيارات البحر البعيدة
فى أوائل الأشياء لا النهاية
فى الذاكرة لا الماضى
فى الشعراء
فى الكتابة
أثق فى الحمقى
2
ايقاع غزالات البحر
توطئة
"هل تقتفى خطوة أمرأة
غمزت برشاقتها و بحنائها موجة البحر
و انتظرت برءها من تشكى الولادات و العشق " م. ع. مطر
الغزالات و الموج
يخف عنهن أردية الرتابة
يهب لهن من لدنه إيقاعا
صخب و انبساطات
فاللبحر أن يغوى الغزالة
و لى أن أغنى بإيقاعي الخافت
3
بحر ليس كمثله شئ .....مرثية بحر
أخريات بحر المساء
قرع الموج يأذن للبحر بمطاردة العتمة
أخريات بحر المساء
القناديل البعيدة ترسل عزلتها بهدوء
رمل الحكيات الكئيب
أنه البحر ........
سيد العناصر
فتح الكتابة
مبتدر الكلام
حتى البحر ذلك الثائر القديم
لم يخرق جدرانه بعد