الخميس، ٢٥ أكتوبر ٢٠٠٧

العزلة

قال لي صحافي محب للبشر بأن العزلة مضرة للإنسان، وليدعم أطروحته، أخذ يستشهد، كما يفعل جميع السذّج، بأقوال آباء الكنيسة.أعلمُ أن الشيطان يتردد بكل سرور على الأماكن الموحشة وأن روح الغدر والإثم تلتهب بإبداع في العزلة. لكن من المحتمل أن هذه العزلة لن تكون خطرة إلا للنفس الباطلة والتائهة التي تغمرها أهواؤها وأوهامُها.من المؤكد أن ثرثاراً لذته العليا هي أن يخطب من منصه عالية أو منبر، يعرض نفسه للجنون في جزيرة روبنسون. لا أطالب هذا الصحافي بأن تكون له شجاعة كروزو، لكنني أطلب منه أن لا يصدر حكماً على عشاق العزلة والغموض.يوجد في أجناسنا المجعجعة أفراد يقبلون المقصلة بقليل من النفور لو سمح لهم أن يخطبوا في الجماهير من أعلى صقالة الإعدام غير خائفين أن خطبتهم ستقطعها في وقت غير مناسب طبول الجلاد.لا آسفُ عليهم لأني أدرك أن خطاباتهم تأتيهم بلذاتٍ تساوي ما يجتنيه الآخرون من الصمت والخشوع؛ لكنني أحتقرهم. أودُّ بالأخص أن يتركني هذا الصحافي اللعين ألهو على طريقتي. "ألا تحس مرة"، قال لي مدندناً بنبرة رسولية، "بالحاجة إلى مشاطرة الآخرين ملذاتك؟" انظروا إلى هذا الحسود الخفي. إنه يعلم إني أمقت ملذاته وها هو يتدخل في ملذّاتي! ياله من منكود ذميم.قال لابرويير في مكان ما: " شقاء كبير هذه اللاقدرة على الوحدة"، وكأنه يندد بكل أولئك الذين يتسرعون لينسوا أنفسهم في الحشد خائفين، بلا شك، من عجزهم عن تحمل أنفسهم
.
"سوداوية باريس" شارل بودلير 1867 م ، Le Spleen de Paris " Charles Baudelaire" . ترجمة عبدالقادر الجنابي" الأفعى بلا رأس ولا ذيل... انطولوجيا قصيدة النثر الفرنسية يليها نماذج عالمية وبيانات فيها " - دار النهار – بيروت 2002 م
خاص بالمسيرة الإلكتروني
الشكر لمدونة شمس الليل لنهى حمال التى جعلتنى أعثر على هذا النص كصدفة جميلة
الشكر لصوت جوليا بطرس الشجى فى أغنية وين مسافر الذى جعل من هذه الصدفة أحتفال آخر كئيب و تحية شاحبة-كتلك التى نخص بها أحبائنا الذين ألفناهم - إلى عزلتى التى احتضنت عقلى البسيط المضطرب و جسدى الخالى من بهجة (أتسأل كثيرا كيف تكون بسمتى كيف أبدو حين أهتم فجأة بشئ تافه و أصر عليه )ز
الشكر لبودلير الذى جعلنى أكثر تحررا و قربا من نفسى فتبدو جزيرتى مكان جيد للعيش بعيدا عن ضوضاء الخارج المرهق ( فتاة تعتذر لى عن قطع عزلتى لترى شئ ما أخفته على جهاز الكمبيوتر لدى ،صديق ما يطلب منى الرحيل لأنا تأخرنا بالخارج -أى خارج -)ز

15 تعليقات:

في ٢٦ أكتوبر ٢٠٠٧ في ١:٠٨ ص , Blogger كرانيش يقول...

.....

 
في ٢٦ أكتوبر ٢٠٠٧ في ٨:٤٥ م , Blogger عين ضيقة يقول...

مش عارفة اقولك ايه بجد

مش عارفة

بس انت بتضطرنى للمرة الاولى اقولك العزلة هى أفضل أشيائك ان كانت تسبب بسمة

كن كما شئت
فالعالم مزعج جدا
ومؤلم الى اقصى درجة

كن انت ولا تهتم

 
في ٢٧ أكتوبر ٢٠٠٧ في ٦:٥٢ م , Blogger اسامة يس يقول...

ما اجمل العزلة.. حين تكون ذاتك متوحده مع ذاتك... لا وحين تكون لا متوحده معها .. حينها قد يدب حوار ... مع ذاتك الاخرى ... لكني انصحك ان تطردها فهي تقتحم عليك خلوتك... لتعيش معك...
لكن ان تعيش مع ذاتك وذاتك الاخرى... افضل من ان تعيش مع ذات الآخرين التى لا تنفك ان تقتحم عليك حياتك...

دمت بكل ود...
خالص تحياتي...

 
في ٢٨ أكتوبر ٢٠٠٧ في ٣:٠٦ ص , Blogger غادة الكاميليا يقول...

كل واحد حر في عزلته بقى متوحدة ولا مش متوحدة هو الناس ليه دايما بتحاول تستنفذ غيرها
بص يا أحمد بأمانه جدا الوحدة أمتع شئ يمكنك فيه ممارسة ماترغب
فأنا الآن أمارس وحدتى وطقوسي الخاصة بينما كل ساكنى البيت نيام أنا الآن أسمع أغانى المفضله وآكل وحدى وأشرب فنجان شاي رائع هو نوع من الوحدة الليليه مثلا سأنام عندما يستيقظون هم أنا دائما أنثى ليليه وهى متعتى الخاصة حينما أكون وحدى
عيش كما تحب
بس نشوفك قريب

 
في ٢٨ أكتوبر ٢٠٠٧ في ٩:٢٨ ص , Blogger نهى جمال يقول...

العزلة قد تكون في وجود الآخرين أيضا

يعني حاليا بقيت حاسه بغياب تام نتيجة للعزلة الداخليى

أحيانا بنكون غذيناها بما يكفي لتمارسنا ضمن طقوسها الرئيسية

هي جيدة في كم الألم الـ يملؤه خطاوينا ولا نجد من يصتنت لنا بسكينة إلاها

فكن كما ترغب لكن لا تكن كما هي ترغب
استدعها ولا تجعلها هي من تستدعيك دون رغبتك

وبعدين بتشكر المدونة وصاحبة المدونة لأ
:)

دمت بخير

 
في ٦ نوفمبر ٢٠٠٧ في ٧:٣٥ م , Blogger كائن العزلة الكئيب يقول...

كرانيش:
امممممممممممممممممممم

عين ضيقة اسامة غادة الكاميليا نهى جمال
شكرا لكم على دعمكم لعزلتى
بس أنا كان نفسى انكم تتكلمو عن نص بودليير عشان ميزعلش يعنى
و يا نهى انا شكرت المدونة اللى صاحبتها انتى لأن المدونة هى اللى وصلتنى لهذا النص
شكرا لكم جميعا

 
في ٨ نوفمبر ٢٠٠٧ في ٥:٠٥ م , Anonymous غير معرف يقول...

مرة اخرى .. حديث جنرالات العزلة و حكام امبراطوريات الفوضى السرية .
أرجوكم أن تنتظرو قليلا فقطار العزلة يستحق اللحاق بة .

 
في ١٠ نوفمبر ٢٠٠٧ في ١:٥٥ م , Blogger الوردة السوداء يقول...

انا مكنتش ناوية اعلق على البوست بس تعليقك عند سيزيف استفزنى حسيت ان مينفعش ابقى عايزة اتكلم واسكت نفسى

اكتر حاجة استفزتنى فى النص عموما هو ربط العزلة بالغموض
انا عامة مش مؤمنة بإن العزلة والغموض وجهين لشىء واحد

بس تعالى نفكر بقى الناس ليه دايما لما بيلاقوا حد منعزل بيستفزهم بدرجة كبيرة
وبيبقى اكبر همهم انهم يحاولوا يطلعوه من حالته الغير طبيعية بالنسبالهم
؟
ده كلوه لان احنا كبشر بطبعيتنا محتاجين لبعض
ايا كان نوع الاحتياج( خير او شر) بصراحة النص استفزنى بدرجة كبيرة ولو قعدت اتكلم من هنا لبكرة مش هبطل

بس عامة اقدر اقول ان العزلة طاقة مش اى حد يقدر يستوعبها ويحبها

وزى ماقالت الاخت عين ضيقة ان العالم مزعج جدا ومؤلم الى اقصى درجة
اعتقد ايضا ان العزلة بها مايؤلم
ولا ايه ياكائن؟

 
في ١١ نوفمبر ٢٠٠٧ في ١٢:١٤ ص , Anonymous غير معرف يقول...

مرحا ايها المعتزل الكبير
اراك الان تناكح الشيئ اللذي طالما أحببته وطالما اشتقت اليه حتى في اللحظات التي كنت بها وحيدا
الافكار تتوارد عندي ايها المعتزل
ولكنها لا تمنعني من القول ان هناك انواع كثيره من العزله تجعلك على غير صواب
عزيزي الكائن البعيد
ارجو ان توضح للعامه مفهوم العزله التي تحبها انت
فهناك اشكال من العزله تعلم انها لا تناسب الجميع ولا تناسبك انت ايضا
اتعلم أنك في هذا النص تزداد غموضا ولكني اراك دائما كما انت
كائن العزله المدعى كآبه
ايها الوحيد المحير لهم دائما سامحك الله
اللذي لن يرضيك غير هذا الهراء هو انك برغم عزلتك التي تبدو فرحا لها
انت لا زلت هنا ايها الحاضر دائما
لن تنجو من الذكريات أعدك بذلك
ههههههههههه
لن تصبح هذا البعيد عن العالم يوما ما فانت تستطيع بحضورك الدائم ان تنأي عن العزله لتصبح الوحيد بين من أعرفهم كائن اللا عزله وسيد كائنات المسافه

 
في ٢٦ نوفمبر ٢٠٠٧ في ٣:٤١ ص , Blogger البدوى الأخرس يقول...

أزال المؤلف هذا التعليق.

 
في ٤ ديسمبر ٢٠٠٧ في ١١:٤٩ ص , Blogger يزداد بريقا في الشتاء يقول...

مرحا ايها المعتزل الكبير

 
في ٦ ديسمبر ٢٠٠٧ في ١١:٢٤ م , Blogger mirage يقول...

اجمل ما قرأت من نصوص...
شكراً ...

قد تكون الوحدة مبغضة ... لكن بلا شك العزلة .. ليست كذلك ...

تحياتي .. لك .. ولعزلتك

 
في ٢٦ ديسمبر ٢٠٠٧ في ٣:١٦ م , Blogger محمد عز الدين يقول...

العزلة
هي غرفتي الصغيرة التي أعشقها
الجدران الأربعة
أصدقائي المفضلين في الحياة
تحياتي

 
في ١١ يناير ٢٠٠٨ في ١٢:٢٨ ص , Blogger هوميروس يقول...

مساء الخير
بص هقولك علي حاجه ياحلو هتقولي جوليا بطرس ولا بولدير وهتعقدهالي بشوية مصطلحات عربي علي انجليزي وأخيرا فرنساوي
هقولك برضه اني فاهمك
ما انا خلاص فكيت رموز حجر رشيد
واحشني ياعم يعني لازم اجي العريش عشان اشوفك؟

 
في ٥ أغسطس ٢٠٠٨ في ٨:٣١ ص , Blogger Unknown يقول...

لاادرى ما اقول ولاكنك ماذلت هذا الشى المقترن بى ليس لانك صديقى فكم من سنين مضت ولم اراك وكم من اخرون قد سقطوا من ذاكرتى كنت اظن انهم سيحتلون عقلى ولكنك الوحيد الذى هس دائما انى محتاجا اليك هو بمعنى اخر انى ققط اريد الا اسقط من مساحات ذاكرتك حتى ولو كانت مساحة محدودة شكلا و موضوعا فوجودك فى حياتى اصبح مقترنن بى فاحس انك بقاياى التى رحلت ولن تعود........واحس ان لو كل العالم قد اشهلو سيوفهم لطاعنات غادرة فلن اخاف لانك موجود كل ما ساطلبه منك فقط الذهاب لاى مقهى وونبدء حديثالطالما اشتقت اليه؟؟؟ لك منى كل تقدير و احترام __________ احمد طاهر(ابو حازم و اخوة)؟؟؟؟؟؟؟

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية